عرفت منظمة الصحة العالمية في عام 1997م (ختان الاناث يشمل كل الأساليب التي تؤدي الى الازالة الجزئية او الكاملة في التركيبات التناسلية الخارجية للأنثى لأسباب ثقافية أو غير علاجية).حقيقة نجد ان ختان الاناث من العادات والممارسات الضارة التي تتأذى منها الفتيات كثيراً وخاصة فتيات بلادي (السودان) هذه العادة القبيحة وفدت الينا من خارج القطر ولكنها غرزت مخالبها السامة في دواخلنا بقوة حتى صارت جزءاً لا يتجزأ من عاداتنا، فلقد أكدت الدراسات الطبية الحديثة على انه توجد علاقة بين ختان الأنثى ومضاعفات الحمل والولادة.كما أكدت الاحصائية لمسح الأمومة المأمونة لعام 1999م، ان معدل الختان في الحضر يبلغ 93% وفي الريف 89% يصبح معدل الاجمال في السودان 91%، كثير من المعاهدات الدولية تنص على احترام وتوقير الانثى ولكن حينما ننظر الى المعاناة التي تعانيها الطفلة من جراء هذه الجريمة كأنما عادت بنا عجلة الزمان الى الوراء حيث الجاهلية «الوأد للبنت» ولكننا نستعمل «الوأد» بطريقة حضارية «ختان الأنثى».حيث ان عملية الختان هذه لا تبقى غير فتحة صغيرة تسمح لمرور البول وكذلك الدورة الشهرية بعد البلوغ، كثير من القوانين والتشريعات السودانية في نص دستور السودان الانتقالي لعام 2005م تنص على كثير من الحقوق لحماية الانسان والأنثى على وجه الخصوص ومنها على سبيل المثال نلحظ (المادة 19) التي تنص على الحق في الصحة العامة (والمادة 15) التي تنص على ان توفر الدولة الوسائل لرعاية النشء والشباب وضمان تنشئتهم على وجه صحي وبدني واخلاقي وحمايتهم من الاستغلال والاهمال المادي والاخلاقي كذلك (المادة 32) التي تنص على ان تقوم الدولة بالرعاية الصحية للأمومة والطفولة والحوامل وان تعمل الدولة على محاربة العادات والتقاليد الضارة التي تقلل من كرامة المرأة ووضعيتها وان تحمي الدولة حقوق الطفل كما وردت في الاتفاقيات الدولية والاقليمية التي صادق عليها السودان.نجد ان كثيراً من الدراسات والبحوث التي كانت تحث على محاربة وتكثيف القضاء على «ختان الاناث»، كذلك كانت سياسات الدولة وموجهاتها الرسمية قد تضمنت بأن هنالك علاقة بين هذه الظاهرة وبين كثير من الأمراض المتعلقة بها من ناحية نفسية وجسدية وانسانية، نعم كثير من اطفالنا كأنهم الازهار قد ماتوا نتيجة افرازات هذه الممارسة الضارة «ختان الاناث».عليه لابد للدولة ان تحظر بحكم القانون ممارسة تشويه الاعضاء للاناث فتجعلها جريمة مستقلة وتشرع لها قوانين خاصة بها، وتفعيل كل القوانين التي تتعلق بمحاربة هذه العادة الضارة ومعاقبة كل من يقوم أو يسهم في نشرها، ما هو الحل الذي نقترحه لمعالجة هذه العادة الضارة ندعو الجميع خاصة الدولة وكل أركان المجتمع من أحزاب سياسية ومنظمات مجتمع مدني ومنظمات دولية واقليمية ومؤسسات علمية وأندية رياضية ودور عبادة من مساجد وكنائس ومؤسسات اعلامية مقروءة ومسموعة ومرئية ومن مؤسسات تربوية مدارس وجامعات ومعاهد وخلاوي ورياض اطفال ومن فنانين وأدباء وشعراء وممثلين..الخ.كل هذه العناصر مجتمعة يجب عليها ان تتضافر جهودها لاقتلاع هذه العادة من جذورها حتى تنعم نساء بلادي بالصحة والعافية والرفاهية.
موضوع: ختان الاناث 
الإثنين ديسمبر 22, 2008 10:13 pm