أنشأت جائزة نوبل على يد الفريد نوبل العالم السويدي الذي جمع ثروة ضخمة من بيع اختراع جديد هو الديناميت.
وأصبحت جائزة نوبل تمنح في العديد من المجالات مثل الكيمياء و الفيزياء و الطب و السلام و الاقتصاد، إلا أن أبرزها على الإطلاق جائزة نوبل للأدب التي عادة ما يثار حول متلقيها جدل وتباين في الآراء.
وقد نص الفريد نوبل في وصيته على ضرورة منح إحدى الجوائز سنويا لكاتب أو أديب انتج عملا بارعا يعتبر نموذجا للأدب المثالي.
وخلال السنوات الأولى من منح الجائزة اختلط السعي للبحث عن هذا النموذج المثالي من الأدب بمذاق الفريد نوبل الشخصي ليهيمن على عملية اختيار الفائز وكانت هناك بعض الاختيارات الغريبة. فقد كان أول فائز بجائزة نوبل هو الشاعر الفرنسي سولي برود اوم الذي تم تفضيله على تولستوي.
وتقوم الأكاديمية السويدية باختيار الفائز من قائمة تضم أسماء خمسة أدباء يرشحهم أساتذة الأدب والفائزون بجائزة نوبل السابقون.
ولكن جائزة نوبل للأدب عادة ما تولد قدرا ضخما من الدعاية ليس فقط للفائزين بها بل أكثر منهم لمن فاتتهم الجائزة أو تجاهلتهم الأكاديمية.
فمن بين الكتاب المرموقين الذين لم يفز أي منهم بجائزة نوبل للأدب هناك مثلا جراهام جرين وجيمس جويس و مارسيل بروست و جوزيف كونراد أو حتى فرجنيا وولف.
وعلى خلاف الجوائز الأدبية الأخرى، فإن جائزة نوبل تمنح لعمل أدبي معين ويقول المتحمسون للجائزة إن بعض الكتاب الآن ممن يعتبرون من عمالقة الأدب خلال القرن العشرين لم ينظر إليهم نفس نظرة التقدير خلال حياتهم .
وعلى الرغم من ضخامة المبلغ المالي المقدم ضمن الجائزة وهو مليون دولار ، فقد رفضها جان بول سارتر عام أربعة وستين بدعوى أنه كان دائما يرفض التقدير القادم من جهات رسمية.
كما أن الجائزة ظلت مقصورة على الأدباء والكتاب الغربيين خلال النصف الأول من القرن العشرين، فقد كان الروائي النيجيري وليه سوينكا أول أديب افريقي فوز بجائزة نوبل وكان ذلك عام ستة وثمانين.
وعلى الرغم من تجاهل الكثيرين من اعظم أدباء العصر، فقد ظلت جائزة نوبل للأدب مطمح غالبية أدباء العالم حتى اليوم، وفاز بها الكثيرين من الأدباء المرموقين مثل جابرييل جارسيا ماركيز و ارنست هيمنجواي و الكسندر صولجنيتسن وصامويل بيكيت ونجيب محفوظ.